مواقف زايد.. يشهد لها التاريخ

[ad_1]

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أجمع عدد من علماء الأمة على أن المنزلة الكبيرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم تأت من فراغ، فقد كان صاحب مواقف يشهد لها التاريخ، وإن يوم زايد للعمل الإنساني، هو يوم الوفاء لأحد أبرز القادة في العصر الحديث، والذي يعد من المجددين، فقد جدَّد الله به في باب «بناء الإنسان» و«رعاية المواطن» بصورة ظاهرة، جعلته رائدَ هذا الميدان، وأن الإمارات حين تحيي ذكرى المغفور له الشيخ زايد إنما تحيي قيماً عظيمة، تحيي قيم العطاء والبذل، فكان أن جازاه ربه تبارك وتعالى بالذكر الحسن على كل لسان، والدعاء له في كل آن، ووضع له في قلوب الناس المحبة والوفاء والعرفان، وأن هذه المناسبة تأتي هذا العام والإنسانية أحوج ما تكون إلى الاقتداء بالإرث الإنساني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أجل مزيد من التعاون والتكاتف لتعزيز السلم والتعاون، ومواجهة الحروب والأزمات.

تجدد المعاني الطيبة
 بداية، أكد الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر – مصر، من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن هذا اليوم يحمل كثيراً من المعاني الإنسانية الجميلة، ففي التاسع عشر من رمضان من كل عام تتجدد في أبناء الإمارات ذكريات المعاني الطيبة وذكريات المخلصين الذين حملوها، إنه يوم زايد للعمل الإنساني، فهو من ناحية يوم الوفاء للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، ومن ناحية أخرى هو يوم استكمال مسيرة الخير التي بدأها.
وقال فضيلته: «من يتأمل الإمارات بشوارعها ومؤسساتها، وحتى بأفكار أبنائها، يدرك أن حكيم العرب حي في قلوب أبناء الإمارات محبة ودعاء، وعلى ألسنتهم ثناء وشكراً». وأكد فضيلته، أن هذه المنزلة الكبيرة للشيخ زايد لم تأت من فراغ، فقد كان، طيب الله ثراه، صاحب مواقف يشهد لها التاريخ، فلم يتأخر عن سبيل خير داخلي أو خارجي في أرض الإمارات أو في خارجها.
وأضاف الدكتور نظير عياد: «قضايا العرب كانت في مقدمة اهتماماته، ومن أقواله التي تدل على عمق تفكيره، وتكشف عن منهجه في إدارة الموارد الطبيعية والبشرية قوله: إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، فدل بذلك على اعتزازه بدينه، وانتمائه الصادق إلى عروبته، وعلى هذا المنهج يسير من جاء بعده، فلا تفريط في قضايا الأوطان، ولا تفريط في قضايا العرب والمسلمين أيضاً». وأكد أن الإمارات حين تحيي ذكرى المغفور له الشيخ زايد إنما تحيي قيماً عظيمة، تحيي قيم العطاء والبذل، وقيم الفهم والوعي، تحيي قيم العزيمة والإصرار، وقيم السعي والعمل، وكل هذا من القيم اللازمة للأوطان في سعيها نحو التقدم والريادة.
وأوضح فضيلته أن من المشاهد الملفتة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن ترى هذا التوافق العجيب على هذه القيم الراقية بين جميع أبنائها، وكأنما تأصلت هذه القيم في نفوس أبناء الإمارات.
وتابع فضيلته: «هم بهذه القيم التي يسعون لتأكيدها في نفوس المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات إنما يعملون على بناء إنسانية متضامنة متكاملة يشعر بعضها بألم بعض، ويبذل بعضها من خيراته لبعض، ويضيف بعضها من المحبة والمشاعر لبعض».
وأكد أن هذه القيم وما تنتجه من سلوك هي أوامر دينية ورد بها القرآن الكريم والسُنة النبوية، فرحم الله القائد المؤسس، وبارك في خلفه، وأدام على الإمارات نعمة الأمان والاستقرار.

مآثر «زايد» وحكمته
ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور عبد الله محيي أحمد عزب «مصر»، ضيف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مما يعجز اللسان عن حصرها، ويصعب على العاد إحصاؤها، خاصة تلك التي تتعلق بالعمل الإنساني داخل دولة الإمارات وخارجها، فقد أثرى، طيب الله ثراه، دولة الإمارات والدول العربية بل والإنسانية بحكمته وريادته وسبقه للأعمال الخيرية، واستثمر ما وهبه الله للإمارات من ثروة لتكون في خدمة الإنسانية.
وأضاف فضيلته: «إن المغفور له القائد المؤسس لدولة الإمارات لم يترك باباً من أبواب الخير والبر والعطاء إلا وفتحه بيديه الكريمتين، من أجل رفع المعاناة عن المتألمين، وتخفيف الأعباء عن المتضررين، وتقديم المساعدات للمحتاجين، في كل بلد ووقت وحين». وتابع: «إن ذلك أتى امتثالاً لما حث عليه ديننا الحنيف، من إرساء مبدأ التعايش والتعاون، والتكافل الاجتماعي والتكامل، بين جميع أفراد الإنسان».
وقال: «لقد جعل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مبدأ التعاون أساساً للعلاقة بين جميع البشر، وإن اختلفت أصنافهم وأعراقهم وعقائدهم، انطلاقاً من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}».
 وأضاف الأستاذ الدكتور عبد الله محيي أحمد عزب: «قد تجلت أعمال الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، في إقامة مؤسسات علمية وتعليمية، من مدارس وجامعات، ومعاهد ومكتبات، لنشر العلم ورفع مستوى البحث العلمي والثقافة والحضارة، كما شملت رعاية الأيتام، ومساعدة الدول المنكوبة والمتعسرة، وغير ذلك من المشاريع». 
وأكد أن من أهم إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنشاء المستشفيات والعيادات الطبية والمتخصصة، في عدد من المدن بالدول العربية والإسلامية، والدول الصديقة للإمارات، ومن هذه المشاريع ما تم تشييده في صنعاء، وكابل، وعدد من الدول الأفريقية، خاصة مستشفى العيون في جامبيا.
وتابع فضيلته: «إن من عمله الإنساني المستدام، طيب الله ثراه، تأسيس مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، التي ما فتئت تقدم المساعدات العينية والنقدية للدول الفقيرة، في جميع أشهر العام، خاصة في شهر رمضان المعظم، لتمكين الأسر الفقيرة في هذه الدول من قضاء هذا الشهر الفضيل بسهولة ويسر، وكذلك مساعدة الطلاب الفقراء في بدايات العام الدراسي وتزويدهم بالحقائب والأدوات والمصروفات المدرسية، لتخفيف الأعباء عن أولياء أمورهم غير القادرين، وكذلك توزيع لحوم الأضاحي عبر السفارات للأسر الفقيرة».
وقال فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الله محيي أحمد عزب: «من مآثره، طيب الله ثراه، جلب العلماء من مختلف دول العالم للإسهام في نشر وسطية تعاليم الدين الإسلامي، عقيدة وشريعة وأخلاقاً، في مساجد ومؤسسات ومجالس دولة الإمارات، وغير ذلك مما لا يحصى كثرةً. فغفر الله للشيخ زايد، وجعل ما قدم وما أرسى وأسس للخير في موازين حسناته، وحفظ الله خلفه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ووفقه لما يحبه ويرضاه. إنه ولي ذلك والقادر عليه». 

قيمة وقامة
 أكد الدكتور صلاح الشامي «مصر»، ضيف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أنَّ الحديثَ عن رجلٍ بقيمة وقامة القائد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثَراه، ليس بالأمر الهيِّن، فإنَّنا عندما نقف عند ذِكْر حياتِه ونشاطاتِه، وننظر في مناحي مجهوداتِه، ندرك أننا أمام أحد «المُجدِّدين» -بحقٍّ- الذين ابتعثهم الله تعالى، فقد جدَّد الله به في باب «بناء الإنسان» و«رعاية المواطن» بصورة ظاهرة، جعلته رائدَ هذا الميدان.
وهو القائل: «إن الدولة تُعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان، ورعاية المواطن في كل مكانٍ من الدولة، وإن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض»، منطلقاً في ذلك من عقيدته الإسلامية الراسخة، وروح الشريعة المُحْكَمة، حتى أصبحت هذه الفكرة من ثوابت الدولة وركائز سياستها.
وأضاف فضيلته: «إن إنسانية الشيخ زايد ليست محصورة في بعض أقواله الرائدة في هذا الباب، بل لقد كان، المغفور له، رجل أفعال، قبل أن يكون رجل أقوال، فكان أباً لكل مواطن ومقيم في الإمارات، يسمع منهم، ويلبِّي مطالبهم، فكم من مرة توقَّف فجأة في أثناء جولاته، لا لشيء إلَّا ليتفقَّد أحوال بعض من يجده في طريقه، من عاملٍ أو مزارعٍ، فيسأله عن أسرته ومعيشته، وإن كان له مشكلة أمر بسرعة حلِّها، ثم يعطيه مبلغاً من المال، ويواصل مسيره، ولم تكن جهوده الإنسانية قاصرة على دولة الإمارات فحسب، بل تعدَّت حدودها إلى سائر أقطار العالَم».
وأضاف: «إنه من أجل ذلك وغيره أنشأ في عام: (1971م) صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقَّاء والأصدقاء، بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء، وفي عام: (1992م) انطلقت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، لتكون يد الخير الممتدة للإنسان في كل مكان، فلا تكاد تخلو بقعة من بقاع الأرض من أحد مشاريعه الخيرية، ولمساته الإنسانية، من مستشفيات ومساكن ومساجد ومراكز تخلد اسمه في جبين العمل الإنساني».

جهوده الإنسانية
أكد الأستاذ الدكتور عرفات محمد، «مصر»، ضيف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن أجمل ما يكون العطاء بلا مقابل، وما أعظم أن يكون ذا طابع عامٍّ وشامل، وما أجمل أن يكون هدفه خدمة الإنسان، وتشييد العمران، نتذكر هذه المعاني في: «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، حيث تحل ذكرى رحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال فضيلته: «تأتي المناسبة هذا العام والإنسانية أحوج ما تكون إلى الاقتداء بالإرث الإنساني للشيخ زايد، طيب الله ثراه، من أجل مزيد من التعاون والتكاتف لتعزيز السلم والتعاون ومواجهة الحروب والأزمات». 
وتابع فضيلته «إننا إذ نحيي ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نستلهم من سيرته إنجازاته الظاهرة، ونجاحاته الباهرة، في تحويل العمل الإنساني في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أسلوب حياة، وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، وذلك من خلال مأسسته وإكسابه صفة الشمولية، بحيث لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية». وتابع فضيلته «إنما يمتد أيضاً إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية، والتفاعل المباشر مع مشكلاتها».
وأضاف الدكتور عرفات محمد: «لا غرو، فإن الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً وفقه لنَفع الناس، وتخفيف آلامهم، وقضاء حوائجهم، ودفع الضرر والأذى عنهم».

أسلوب حياة
أكد الدكتور فايز مصطفى سيف، «لبنان»، ضيف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن هناك قاعدة أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجعل منها منهج حياة، فكان يبذل جهده ووقته وكل ما أوتي لخدمة الإنسانية، بكل إخلاص وتفان، معتبراً أن تحقيق ذلك واجب إنساني، ومن أسمى أشكال العمل الإنساني. ويقول بعد ذلك: (الدعم والإغاثة من أسمى أشكال العمل الإنساني، ويجب علينا دعم المحتاجين في كل زمان ومكان). وأضاف فضيلته: «لقد جعل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، دعم الفقراء والمحتاجين، والمشاريع الخيرية والإغاثية، وتمكين المرأة ورعاية الأطفال والشباب رسالته في الحياة، ليمكّنهم من بناء مستقبل أفضل لهم ولمجتمعاتهم، وتجلّى ذلك في تأسيس العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي قدمت الدعم لكثير من المشاريع، داخل الدولة وخارجها، دون تفرقة أو تمييز بين عربي وأعجميّ أو أبيض وأسود، فالخلق كلهم عيال الله (وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله)». وأوضح أن القائد المؤسس أراد أن يكون الأنفع لعيال الله، ليكون الأحبّ إليه، وها هي جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الإنسانية، وفي أول سنوات توحيد الدولة، تصل إلى بلدي لبنان، ففي عام 1974 قدم القائد المؤسس منحة بقيمة «ربع مليون دولار أميركي» لتمويل مشروع نهر الليطاني التنموي الذي أحيا مناطق واسعة في لبنان، من خلال تأمين الكهرباء والمياه لعشرات الآلاف من اللبنانيين، وفي العام نفسه تلقى لبنان من دولة الإمارات مِنَحاً وقروضاً ميسّرة قاربت 300 مليون دولار. وتابع فضيلته: «لم تتوقف يد العطاء والخير والإنسانية بعدها، لا عن بلدي لبنان، ولا عن أية بقعة من الأرض ينادى فيها بالواجب الإنساني، لا في حياة الشيخ زايد ولا بعد وفاته، فولاة الأمر بعده حفظوا الأمانة ورعوها حقّ رعايتها. ستبقى ذكراك يا والدنا خالدة في قلوب الناس، وستظل مصدر إلهام وحبّ وتضامن وعطاء.. رحم الله الشيخ زايد، وحفظ أبناءه وإخوانه حكام الإمارات، وبارك بعيال زايد، وجعلنا على خطاه».
مفتاح الخير والإحسان 
أكد الدكتور إدريس الشافعي، من «العراق»، أن نفع الناس وإسعادهم ومواساتهم في شدتهم وقضاء حوائجهم هو من أعظم القربات والعبادات التي ترشح فاعلها وتؤهله ليكون أحب الناس إلى ربه سبحانه.
 كما بينت ذلك نصوص السنة النبوية حيث ورد فيها: أن رجلاً جاء إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ ﷺ: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهراً).
وقال الشافعي: «إن من نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفتاحاً للخير والإحسان كما قال النَّبِيِّ ﷺ: (عِنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ…)». وتابع فضيلته أن من يقرأ في حياة الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ويطالع سيرته يجد أن هذه القيم النبيلة والمعاني الإنسانية الراقية التي قررها ديننا الإسلام قد تجسدت في شخصه، طيب الله ثراه، وفي سلوكه الكريم، حيث لم يترك فرصة للعطاء وخدمة للإنسانية والفئات الضعيفة والمحتاجة والمنكوبة إلّا وكانت له فيه بصمات بارزة، ومواقف نبيلة خيرة في إنقاذهم وإسعادهم بكل ما يستطيعه.
وأضاف: «لم يقتصر دعمه ونفعه للناس على النفع المادي فقط، بل امتد ليشمل النفع بالعلم والمعرفة، والرأي والثقافة، والنفع بالنصيحة والمشورة أيضاً. وإذا كانت محبة الآخرين هي ثروة الإنسان، وكذلك الذكر الحسن هو أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين فإن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قد حظي بمكانة كبيرة، وذكر حسن طيب مازال باقياً في نفوس العديد من شعوب العالم وذاكرتهم، إذ حملت اسمه العديد من المدن العمرانية والمشروعات الخدمية كالمدارس والمستشفيات في مختلف دول العالم، لتقف شاهدة على أياديه البيضاء الطيبة التي بذلت الخير والعطاء للناس، وامتدت لتغيث الملهوف، وتساند المحتاج، وتدعم الضعيف في كل مكان». 
وأكد الدكتور إدريس الشافعي، أن العناية بالإنسان والاهتمام به هي الطريق المثلى إلى بناء المجتمعات والتقدم الحضاري، فالدول والحضارات المتقدمة لا تقاس ببنائها وثرواتها، بل باهتمامها ببناء الإنسان الذي يمثل الجزء الأهم في مسيرة الحياة، وهذه هي الرسالة التي كان يؤمن بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حياته ويؤسس لها باستمرار، فقد قال: «إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية…اهتمامنا بالإنسان ضروري، لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات.. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه… وغير قادر على الاستمرار.. إن روح كل ذلك الإنسان». وتابع الدكتور إدريس الشافعي: «وهو إنما ينطلق، طيب الله ثراه، بنظرته الواسعة هذه من حديث النبي ﷺ: (ما من مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَة). لقد استطاع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يؤسس لثقافة الخير والعطاء والبذل، وأن يحول العمل الخيري في دولة الإمارات، حرسها الله تعالى، إلى ظاهرة حضارية، ومنهج حياة دائم، تتوارثه الأجيال المتعاقبة من خلال مؤسساتها الإنسانية المتعددة، فرحم الله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجزاه الله خير الجزاء».

[ad_2]

Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Call Us