نشر علماء أميركيون نتائج دراسة واقعية كبيرة أجروها للمقارنة بين فعالية الحماية التي توفرها لقاحات كوفيد-19 وتلك التي توفرها العدوى السابقة بفيروس كورونا المستجد.
أبلغ علماء من معهد Regenstrief في كلية الطب الجامعية بولاية إنديانا الأميركية والمركز الطبي بجامعة “فاندربيلت” أن الأشخاص من جميع الفئات العمرية استفادوا بشكل ملحوظ من التطعيم أكثر من المناعة الطبيعية المكتسبة من عدوى سابقة لكوفيد. 

– خفض معدلات الوفيات
وأظهرت الدراسة، المنشورة في مجلة the American Journal of Public Health، أن معدل الوفيات المنخفض للأشخاص، الذين تلقوا التطعيم، كان مثيرًا للإعجاب بشكل خاص لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر.
بشكل ملحوظ، كانت معدلات الوفاة لجميع الأسباب ومعدلات دخول المستشفى للأفراد الذين تلقوا اللقاح أقل بنسبة 37 في المائة من معدلات أولئك الذين لديهم مناعة طبيعية مكتسبة من عدوى كوفيد سابقة. كان معدل زيارات أقسام الطوارئ لجميع الأسباب أقل بنسبة 24 في المائة لمن أخذوا تلقيحا مقارنة بالمصابين سابقًا.

– نتيجة مشجعة
وقال شاون غرانيس، مؤلف الدراسة ونائب رئيس معهد Regenstrief للبيانات والتحليلات “هذه الدراسة السكانية الكبيرة لولاية إنديانا بأكملها يجب أن تشجع الأفراد في كل مكان على تطعيم أنفسهم وأطفالهم وعدم الاعتماد على المناعة الطبيعية. في حين كان معدل الإصابة بعدوى كوفيد أعلى لدى من تلقوا اللقاح (6.7 بالمائة) مقارنة بالأفراد المصابين سابقًا (2.9 بالمائة)، فإن اللقاح يحمي من الأمراض الشديدة بينما المناعة الطبيعية لم تمنح نفس الفائدة”.
وأضاف غرانيس “نظرًا لأن الأفراد الذين تم تطعيمهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد فعليًا من أولئك الذين لديهم مناعة طبيعية، يبدو أن معدل الوفيات المنخفض لمن حصلوا على اللقاح وأصيبوا بكورونا يرجع إلى التطعيم وليس إلى السلوكيات التي تتجنب المخاطر، مثل ارتداء الأقنعة، تعقيم اليدين والتباعد الجسدي”.
تمت مقارنة البيانات الخاصة بمن تلقوا اللقاح والأفراد المصابين بعدوى سابقة، والذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاما و110 أعوام، مع مراعاة عمر وجنس المصاب ودرجات مخاطر كوفيد التي حددها مركز السيطرة على الأمراض وتواريخ التعرض الأولي (للقاحات أو الفيروس نفسه). استخرجت هذه المعلومات من شبكة إنديانا لرعاية المرضى. كما تم تحليل تقارير الوفاة من ولاية إنديانا.

– اللقاحات تتفوق على المناعة الطبيعية
وقال وانزهو تو المؤلف الأول للدراسة، الباحث في المعهد “هذه الدراسة لها آثار مهمة على الصحة العامة حيث حققت دراسات سابقة في زيارات أقسام الطوارئ الخاصة بكوفيد، والاستشفاء والوفيات. يؤكد عملنا أن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) قد أبعدت الناس عن أقسام الطوارئ والمستشفيات وكذلك خفضت احتمال الوفاة لأي سبب. ورأينا هذا النمط في كل فئة عمرية”.
خلصت الدراسة إلى أن “المعدلات المنخفضة بشكل ملحوظ لزيارات أقسام الطوارئ لجميع الأسباب والاستشفاء والوفيات لدى الأشخاص الحاصين على التطعيم تسلط الضوء على فوائد اللقاح في العالم الحقيقي. تثير البيانات تساؤلات حول الحكمة من الاعتماد على المناعة الطبيعية عندما تتوفر لقاحات آمنة وفعالة”.