خريطة طريق جديدة للمبادرة الوطنية للحد من فقد الغذاء
[ad_1]
خريطة طريق جديدة للمبادرة الوطنية للحد من فقد الغذاء
في خطوة جديدة لتعزيز الأمن الغذائي، أعلنت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، يوم الأحد الماضي 19 نوفمبر 2023، خريطة طريق جديدة لـ«المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء (نعمة)»، وتعد هذه المبادرة خطة عمل متكاملة تهدف إلى الحد من فقد الغذاء في دولة الإمارات بنسبة 50% بحلول عام 2030، وهي إحدى الركائز الأساسية لتعزيز الأمن الغذائي لدولة الإمارات. وفي الواقع، فإن جهود الإمارات لتعزيز أمنها الغذائي، تمثل إضافة مهمة للجهود العالمية للقضاء على الجوع والتحديات البيئية التي يتفاقم خطرها خلال المرحلة الحالية.
وتقوم وزارة التغير المناخي والبيئة بجهود متواصلة في هذا السياق، في ظل سعيها الدؤوب للوصول إلى أمن غذائي بيئي مستدام، وتتبنى الوزارة نهج الحياد المناخي وحماية النظم البيئية وتنميتها، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي لضمان تنمية مستدامة. وقد جاء الإعلان عن خريطة الطريق الجديدة خلال فعاليات «الحوار الوطني الرابع للأمن الغذائي» الذي نظمته وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء، تحت شعار «دعوة للتغيير: الحد من فقد، وهدر الغذاء في دولة الإمارات العربية المتحدة»، والذي أكد من خلال مناقشاته أهمية الفهم المشترك لكيفية قيام عملية منع فقد وهدر الغذاء بدور مهم في تحقيق الأمن الغذائي والاستهلاك المستدام والنظم البيئية الدائرية، فضلاً عن التخفيف من المخاطر المناخية.
وتستمد هذه الخريطة أهميتها من اعتبارات أساسية عدة، أولها، أنها تؤكد الالتزام القوي لدولة الإمارات بتعزيز أمنها الغذائي من خلال العمل على المستويات كافة. وثانيها، أن هدر الغذاء يمثل أحد التحديات الأساسية التي يجب التصدي لها بشكل حاسم ليس في دولة الإمارات فقط، وإنما في كثير من دول العالم الأخرى التي تعاني هذه المشكلة.
ويشار في هذا السياق إلى حقيقة مهمة، مفادها أن نحو ثلث الأغذية المخصصة للاستهلاك البشري يُهْدَر سنوياً حول العالم، وأن جميع الأغذية المنتجة التي لم يتم تناولها مطلقاً، تكفي لإطعام ملياري شخص. وثالثها، إبراز جهود دولة الإمارات في مكافحة التغيرات السلبية لظاهرة التغير المناخي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الدولة كانت قد أطلقت في وقت سابق من العام الحالي «برنامج COP28 للنظم الغذائية والزراعة»، وهو خطة طموحة لتحويل النظم الغذائية العالمية وضمان استدامتها على المدى الطويل.
ويتزامن طرح خريطة الطريق الجديدة للمبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء (نعمة)، مع انعقاد مؤتمر «كوب 28» الذي ستستضيفه دولة الإمارات بداية من 30 نوفمبر، وحتى 12 ديسمبر المقبل، ما يعطيها أهمية إضافية، حيث إن دولة الإمارات تبحث في هذا المؤتمر، وكما أكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، كيفية الحد من هدر الأغذية، والتأثير الكربوني للطعام المقدم. ولتحقيق ذلك، ستطلق الإمارات «استراتيجية تقديم الطعام المستدام» خلال المؤتمر، والتي تهدف إلى إظهار مدى إمكانية تقديم الأغذية والمشروبات المستدامة على نطاق واسع.
ومما لا شك فيه أن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من خريطة الطريق الجديدة للمبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء (نعمة)، يستلزم بالضرورة حشد جهود القطاعين الحكومي والخاص، والمجتمع ككل، لتغيير العادات الاستهلاكية الحالية وانتهاج عادات جديدة أكثر استدامة لتحقيق الهدف المطلوب، فضلاً بطبيعة الحال عن اعتماد أفضل الممارسات والسياسات التي يجب اتباعها من قبل المؤسسات والجهات المعنية، من خلال بناء القدرات لرصد هدر الأغذية، وإدخال قوانين جديدة، لتعزيز جهود الدولة في مجال تعزيز منظومة الأمن الغذائي.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
[ad_2]
Source link